الطولونيون في مصر -868م - 905 م
انتقل الطراز العباسي إلى مصر على يد أحمد بن طولون الذي انتهز فرصة ضعف الخلافة العباسية فاستقل بحكم مصر له ولذريته بعد ذلك وامتد نفوذه إلى الشام عام 265 هـ واستمر حكم الدولة الطولونية حتى عام 293 هـ
العمارة:
شيد أحمد بن طولون ضاحية جديدة لجنوده بجوار مدينة الفسطاط عام 256هـ أسماها القطائع وشيد بها قصرا وميدانا للعبة الصولجان التي نقل فكرتها عن العباسيين. كما أقام لجنوده مساكن بها. ولما ضاق جامع عمرو بالمسلمين الذين دخلوا في الدين الجديد . شيد أحمد بن طولون جامعا جديدا يعتبر من أجمل المساجد الإسلامية.
جامع أحمد بن طولون:
أنشأه أحمد بن طولون سنة 263-265 هـ شيده على مساحة مستطيله يتوسطها صحن مربع مكشوف ويحيط بهذا الصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ويتكون من خمس بلاطات على حين تتكون الأورقة الأخرى من بلاطتين. وترتكز عقود هذه الأورقة المدببة الشكل على دعائم ضخمة من الآجر، ويوجد بأركان الدعائم الأربع أعمده مبنية بالآجر أيضا.
وكان الغرض من وجودها زخرفيا فقط حيث يقع الثقل كله على الدعائم . ويخفف هذا الثقل فتحات ذات عقود مدببة تعلو الدعائم ويلتف حول الفتحات والعقود أشرطة من الزخارف الجصية المنقوشة بسور جامع سمراء الكبير.. ويحيط بالجامع ثلاثة أروقة خارجية أضيفت لتوسيع الجامع بعد ازدياد عدد المصلين وتعرف بالزيادات. وتقع مئذنة الجامع خارج السور الخارجي في الزيادة الشمالية الغربية وتصميم هذه المئذنة يعد صورة مكررة من مئذنة جامع سمراء الملوية حيث تتكون من قاعدة مربعة الشكل يعلوها جزء اسطواني ويلتف حولها من الخارج درج يوصل إلى المنطقة العلوية. كما ينتهي الجسم الإسطواني بشكل مثمن من فوقه جسم آخر مغطى بقبة.
ويرجح أن أحمد بن طولون قد استعان بمهندس من العراق لتشييد جامعه حيث ظهرت فيه أساليب معمارية جديدة لم تكن معروفة من قبل في مصر، مثل استخدام العقد المدبب على نطاق واسع، كما استخدم الآجر بدلا من الحجارة في تشييد الدعامات، كذلك كسيت الجدران بطبقة من الجص المزخرف. ونلاحظ أن زخارف تيجان الأعمدة المتصلة بالجدران والأشرطة الجصية منقوله عن الفن العباسي بالعراق.
الزخارف المعمارية:
انتقل الأساليب الزخرفية بكافة أنواعها من العراق إلى مصر عن طريق الحكم الطولوني.
الحفر على الجص:
الحفر على الخشب:
يظهر التطور العباسي واضحا في زخارف هذه الأخشاب حيث تنسب إلى أوائل العهد الطولوني الألواح التي تشتمل على العناصر الطبيعية كالمراوح النخيلية وتفريعات أوراق العنب وعناقيده. أما الألواح الخشبية الموجودة في باطن أعتاب مسجد بن طولون فيظهر بها أسلوب الطراز الثالث لزخارف سمراء.
- كما يوجد بأعلى جدار المسجد إفريز خشبي مجل عليه كتابات بخط كوفي بارز. ويتضح أسلوب سمراء التجريدي في لوح من الخشب عثر عليه بمصر مزخرف بزخارف حيه مجرده.
الخزف:
كانت صناعة الخزف من أهم الفنون الصغيرة التي برع المصريون فيها في العصور الإسلامية الأولى.
كما أ، مصر وصلت في أواخر القرن التاسع إلى إنتاج الأواني الخزفية ذات البريق المعدني مما دعا بعض العلماء إلى القول بأن ابتكار البريق المعدني ينسب إلى مصر وليس للعراق.
النسيج:
كانت صناعة المنسوجات مزدهرة في مصر قبل الإسلام على يد الأقباط المهرة وكانت المنتجات كتانية مزخرفة بأشرطة مزينة بوحدات زخرفية ملونة بخيط الصوف.
وزاد الاهتمام بصناعة المنسوجات الفاخرة في العصرين الأموي والعباسي بعد انتهاء فترة التقشف والزهد.
كان هذا الاهتمام واضحا في فترة حكم العباسيين حيث استخدم الحكام مصانع النسيج الحكومية الموجودة في مصر في إنتاج أفخر المنسوجات، ولقد عرفت هذه المصانع باسم دور الطراز.
وأمدت الدولة الطولونية الحكام في بغداد وسائر البلاد الإسلامية بالمنسوجات الكتانية والحريرية لإهدائها كخلع إلى كبار رجال الحكم .
وكان اسم الخليفة وألقابه تنتج أو تطرز على شريط النسيج، بالإضافة إلى أشرطة تزخرف برسوم آدمية أو حيوانية أو نباتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق